لأكثر من أربعين عاماً درست شركات إنتاج التبغ
المتعددة الجنسيات مفعول البولونيوم 210، وهي مادة مشعة قاتلة موجودة في
السجائر، دون نشر أي من نتائج هذه الدراسات. يذكر أن البولونيوم 210،
المعروف لتسبيبه سرطان الرئة لدى الحيوانات، تم استعماله في الأعوام
السابقة لقتل عدد من الجواسيس وآخرهم الجاسوس الروسي ألكسندر ليتفينينكو
بلندن، في العام 2006.
مع ذلك، تشير دراسة قادها الباحثون في مستشفى "مايو كلينيك" بمينيسوتا
الأميركية، الى أن شركات إنتاج التبغ أبقت بحوثها حول هذه المادة المشعة
ملفوفة بالسرية التامة. في الوقت ذاته، حاول الصناعيون إزالة هذه المادة
من السجائر دون جدوى. رصد الباحثون وجود هذه المادة على أوراق التبغ وداخل
تركيبة السجائر الكيميائية سوية. في حين حاول العلماء المتعاونين مع شركات
إنتاج التبغ العمل لمدة طويلة لإزالة هذه المادة إنما باءت جميع محاولاتهم
بالفشل. نجد بين هذه المحاولات اليائسة لجوئهم الى عمليات التعديل الجيني
أو دراسة فلترات قادرة على عزل هذا السم القاتل.
علاوة على ذلك، يعتقد الباحثون أن كتمان سر وجود البولونيوم 210 يدوم منذ
العام 1978، على الأقل. مع ذلك، قرر عمالقة إنتاج التبغ السكوت لتفادي
إيقاظ الرأي العام والسلطات الصحية المختصة، حول العالم. هذه المرة، لا
يقتصر الاكتشاف على إضافة اتهام آخر الى سلسلة من السابقات التي وضعت
السجائر في قفص الاتهام فحسب لكنه ينذرنا كذلك بأن تدخين السجائر يجعلنا
"نزرع" طوعاً مادة مشعة مباشرة في جسمنا.
فهل هناك ذريعة يتمسك بها المدمنون على التدخين بعد قراءة هذا الخبر "المشع"؟
_________________